سائقو شاحنات الوزن الثقيل تمرّدوا على نظام "ترسيخ قطع الزاوية"
"إرهاب الحاويات" يخلّف 300 قتيل و إصابة 3 آلاف شخص
2010.08.18
نوارة باشوش
بلغ عدد الحوادث التي تسببت فيها الحاويات المحملة على شاحنات الوزن الثقيل منذ بداية السنة، مستويات قياسية دفعت إلى دق أجراس الخطر للحد من الظاهرة المأساوية التي يسميها البعض "إرهاب الحاويات".
في هذا السياق، أحصت مصالح الأمن المشتركة خلال الأشهر السبعة المنقضية على المستوى الوطني أزيد من 2500 حادث تسببت فيه الحاويات والأوزان الثقيلة، وهو مايمثل نسبة 11.50 من مجموع حوادث المرور، أدت إلى مقتل قرابة الـ 300 شخص وإصابة 3 آلاف بجروح متفاوتة الخطورة، في حين بلغت حوادث المرور التي تسببت فيها خلال نفس الفترة عربات من جميع الأوزان أكثر من 35 ألف حادث، أدت إلى إصابة أكثر من 45 ألف شخص بجروح متفاوتة.
يحدث هذا بالرغم من أن المادة 16 من قانون المرور 1604 المعدل والمتمم لقانون 1401 الصادر في 2001 دعت إلى التشديد في معاقبة أصحاب النقل الثقيل المخالفين للقوانين العامة عبر الرفع من الغرامات المالية وسحب رخص السياقة، حيث اعتبرت نفس المادة وجوب تجهيز كل مركبة معدة لنقل الحاويات بنظام ترسيخ قطع الزاوية تصادق عليه المصالح المختصة ومنع تثبيت الحاويات بواسطة أسلاك أو أحزمة أو أية وسائل أخرى.
في حين أكدت المادة 86 مكرر من نفس القانون "وجوب فرض غرامة مالية تتراوح بين 50 ألف دينار و150 ألف دينار مع تعليق رخصة السياقة لمدة ثلاثة أشهر ضد كل شخص يخالف أحكام المادة 19".
وفي اتصال مع بعض سائقي الشاحنات، تبرؤوا من تحمل مسؤولياتهم في عدد من الحوادث، وأبدوا استعدادهم التام للعمل بنظام ترسيخ قطع الزواية مع إشارتهم إلى وضعية الطرقات وغياب أماكن الاستراحة بها، والإنتشار الفوضوي للممهلات وغياب الرقابة الحقيقية للعربات المستوردة، فيما اقترح البعض منهم ضرورة وضع ممهلات مطاطية ذات مقاسات متعارف عليها دوليا، والكف عن وضع ممهلات إسمنتية تسبب بشكل أو بأخر في تزايد عدد الحوادث خصوصا لدى الأوزان الثقيلة.