(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ( البقرة آية 194). أكدّ الإسلام على عدد من القيم التي يجب استشعارها في حياة الإنسان ، وهذه القيم تساعد في ضبط سلوك الفرد ومن ذلك طريقته في قيادة سيارته وسلوكه في الطريق، ومن هذه القيم التي يجب حضورها ما يأتي: وجوب استشعار قيمة النعم التي أنعم الله بها علينا والتي لها أثر في حياة السائق ويجب رعايتها ، فالصحة والحواس والجوارح أمانة ، قال الله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ووسيلة النقل ونعمة الطريق كلها نعم يجب صونها والحفاظ عليها ، فالله يقول: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ)، ولا شك أن وسيلة النقل ذات فوائد جمة ، فهي تخفف عناء السفر، وتقلل المشاق والمتاعب التي كان يواجهها في رحلاته وتنقلاته ، وتجمع بين تقريب المسافة واختصار الوقت وتوفير المجهود ، ولأداء حق هذه النعمة يجب طاعة الله في هذه النعمة وتوجيهها
إرشاد الإسلام إلى توخي السلامة والمحافظة على النفس والحياة ، فإن النفس والحياة أمانة في يد الإنسان يحافظ عليها ، ويحرم أي وجه من وجوه الإضرار بالنفس أو الحياة فضلا عن إتلافها والاستهتار بها ، وقد تعددت النصوص المحرمة لإيقاع الإنسان الضرر على نفسه وكذلك على الآخرين.الإسلام يحرم التسبب في أي وجه من وجوه الأذى ، وحرم مس داء الناس وأموالهم وأعراضهم ، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) ، وهكذا حرم الإسلام كل ما يؤدي إلى الإضرار المادي والمعنوي بالآخرين ، واستحضار قائد المركبة والسيارة لهذا الأمر سيدفعه بلا شك للحذر في تعاطيه مع الآخرين، والاجتهاد لحماية أرواح الآخرين وضمان سلامتهم
من أهم الآداب التي أوجبها الإسلام كحق للطريق والمار بها كف الأذى، ولعل التوجيه النبوي المتقدم الذكر أصل في ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (والمؤمن من أمنه الناس...) ، والنص يوجب على كل سائق سيارة الالتزام بهذا التوجيه ، فلا يجوز أن يؤذي قائدي السيارات أو المشاة ، ولا يعرض أرواحهم للخطر ، وبناء على ذلك ينبغي الالتزام بكل لوائح الطرق ، وعليه إذا قاد سيارته التقيد بالسرعة الآمنة المحددة والضامنة لسلامة الجميع
ومن آداب الطريق المشي والركوب على هون ، فقد مدح الله عباد الرحمن بهذه الصفة فقال : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا..)، ومع عموم هذه الصفة إلا أن حضورها عند المشي وتبعا لذلك في قيادة السيارة ألزم ، إن الأمر يتجاوز مشية الهون إلى التنبيه إلى ضرورة وجود شخصية متزنة، ونفس سوية يتجليان في مشية كلها وقارٌ وسكينةٌ، وهذا الأمر يجب تحققه في راكب السيارة فلابد أن يسير بطمأنينة وسكينة بلا تهور أو لا مبالاة